ارشفه مدونه العلاقات الجنسية

مدونه العلاقات الجنسية

السبت، 23 يونيو 2012

الحركة النسوية والعلاقات القائمة على الشذوذ

الحركة النسوية والعلاقات القائمة على الشذوذ


إن الأسرة في الإسلام هي الوحدة الاجتماعية الأساسية في المجتمع الإسلامي التي تتأسس بها ومن خلالها علاقات تقوم على قيم بر الوالدين وصلة الرحم.
وعلى العكس من هذين المفهومين للزواج والأسرة في الإسلام، فإن جماعات حقوق الإنسان تروج داخل أروقة كل المؤتمرات الدولية التي تعقد لبحث المسائل المتعلقة بالمرأة والسكان مفاهيم أخري في محاولة لإضفاء الشرعية على علاقات الشواذ بين رجلين أو امرأتين، حيث دعت الوثائق الصادرة عن بعض المنظمات الدولية إلى إزالة كل أشكال التمييز بين هذه العلاقات القائمة على الشذوذ وبين الأسرة التقليدية القائمة على الزواج الطبيعي كما عرفته نواميس الكون.وهذا التراجع لقيمة الأسرة في الثقافة الغربية يعود في الجزء الغالب منه إلى السعار الجنسي الذي أصاب مجتمعات الغرب، وهذا الصدى المبالغ فيه والشذوذ في العلاقات الجنسية الذي تعدى مسألة إقامة علاقات جنسية مثلية بين أبناء الجنس الواحد بل وحتى الاستخدام غير الإنساني أو الأخلاقي للأطفال في علاقات جنسية غير سوية، ليصل إلى معاشرة الحيوانات وإقحام الغريزة الجنسية في كل أشكال الفنون والأعلام.
بل أن المجتمعات الغربية حاولت إضفاء مسحة قانونية زائفة على هذه العلاقات الشاذة من خلال تقنين الزنا والشذوذ، ففي سبتمبر عام 1957تخرج لجنة (ولفندون) التي شكلها مجلس النواب البريطاني لبحث هذه المسألة بتوصيات لإحداث تعديلات تشريعية حول أوضاع المثليين (أي أصحاب العلاقات الجنسية بين أبناء الجنس الواحد) وهو ما استجابت له بالفعل الحكومة البريطانية وتبعتها بعد ذلك الولايات المتحدة.
ومنذ الستينات في القرن الماضي بدأت تتشكل في الغرب منظمات السحاقيات واللوطين، بل وتتعاون فيما بينها بدعوى تحقيق حرية الجنس الثالث.
وبالإضافة إلى هذا الهوس والشذوذ الجنسي، فإن حركة تحرير المرأة، التي نشأت في الستينات بالأساس بهدف الحصول على ضمانات قانونية للمرأة في مجال ظروف العمل والحقوق السياسية تحت شعار تحرير المرأة من سلطة الرجل، تحولت إلى استخدام مفهوم جديد من “الأنثوية” أو “النسوية” أو “النسوانية”feminism ، وبدأت بعض الحركات النسائية في الغرب باستخدام هذا المفهوم للترويج لأفضلية المرأة واستبعاد ما اعتبره هذا الاتجاه “السلطة الأبوية المرفوضة”، باعتبار أن المجتمعات الإنسانية كانت في البداية أمومية ثم استولى عليها الرجال.

بل أن الحركة النسوية تعلن في مرحلة تالية إمكانية استغناءها تماماً عن الرجال حتى في العلاقات الجنسية واعتبار نفسها الإطار النظري لممارسة السحاق بين المثليات من النساء.
والهدف الأساسي للحركة النسوية هو التخلص من عبء الأسرة بادعاء أن النظام الأسري ضد طبائع البشر، بل أن الغرب في سعيه لاستخدام هذه الورقة للضغط على الحكومات الأخرى اعتبرها ضمن قضايا حقوق الإنسان داعياً إلى رفع ما يسمى بالقيود والأعراف والممارسات التي تشكل تمييزاً ضد المرأة، بغض النظر عن القيم والمبادئ السائدة في المجتمعات الأخرى غير المجتمعات الغربية، وهي القيم والمبادئ التي لا تسمح بالشذوذ والسلوك الاجتماعي المنافي للطبيعة.

أما الأخطر من كل ذلك فهو أن المنظمات الدولية بدأت في تبني هذه المفاهيم والمبادئ النسوانية وصياغتها في وثائق رسمية تضفي عليها هذه المنظمات الصفة القانونية والشرعية، لتحاول بعد ذلك أن تصنع منها قضية دولية.
بل أن الحركة النسوانية، في سعيها لاعادة تحديد المفاهيم المرتبطة بدور الرجل والمرأة داخلها، طالبت بمخاطبة الله عز وجل بضمير (هي) ، ويعتبرون أن مخاطبة الخالق بضمير المذكر فقط هو إهانة للنساء وتحقير من شأنهن.

وتبع ذلك أن المبشرات بمبادئ هذه الحركة من بني جلدتنا في المجتمعات العربية والإسلامية يطالبن بإعادة تفسير القرآن الكريم والسنة المشرفة من منظور أنثوي جديد.
فالحركة النسوانية في الغرب، التي تنتقل بالتدريج على استحياء وبدون حياء أحياناً، لم تجعل من المرأة الغربية معولاً لهدم أسرتها فقط، وإنما لهدم مقومات مجتمعها من الأساس، وظهرت أشكال شاذة من التعايش بين امرأة وامرأة أو بين رجل ورجل وحتى بين أكثر من رجل وامرأة كما يتفق.

وبالإضافة إلى الدول الاسكندنافية التي أضفت جميعها شرعية قانونية على مثل هذه الأشكال وسمحت لهؤلاء الشواذ بتبني الأطفال وتنشئتهم وسط هذا العبث الإنساني غير الأخلاقي، في الحالات التي احتفظت بها الأسرة الغربية بالشكل التقليدي بين رجل وامرأة كما اعتادت البشرية منذ نشأتها فإن هذا الشكل اتخذ له شكلاً قانونياً جديداً يفرغ مؤسسة الزواج من مضمونها بشكل مدهش، فبدلاً من الزواج الكنسي أو حتى المدني الذي يفرض على طرفيه تبعات قانونية يضيق بها كلاهما، ظهر في الغرب شكل جديد من العلاقة بين الرجل والمرأة ضمن ما يسمى “بزواج العقود”، وهو ليس زواجاً من الأساس إلا أن طرفيه يلجآن إليه لتنظيم توزيع النفقات ومسئوليات الحياة اليومية بين طرفين غالباً ما يكونان قد تعاشرا لمدة سابقة معاشرة الأزواج ولكن دون أن يتم تسجيل هذه العلاقات على إنها علاقات زواج قد تؤدي عند الانفصال مثلاً إلى اقتسام ثروة الطرفين بالتساوي كما هو متبع عند الطلاق من زواج كنسي أو مدني.
ومن الغريب مثلاً أن مثل هذه العقود قد تشتمل على بنود تحدد عدد مرات المعاشرة الجنسية وتصفها في وقاحة لا تخجل حتى من وصف الشذوذ بعينه بالإضافة إلى تفاصيل أخرى، كالمسئولية عن أعمال التنظيف والتسوق وتقاسم النفقات على سبيل المثال.
وما سبق يضاف إلى الفصام الذي لم يكن هناك مفر منه بين الزواج الديني الذي لا يزال سائداً بين المسيحيين المحافظين في الغرب، وبين الزواج المدني الذي يتم خارج الكنيسة ولا تعترف الأخيرة بالعلاقة الناشئة عنه أو حتى شرعية أبناءه كنسياً.
وفيما يتعلق باختلال تقسيم الوظائف بين الرجل والمرأة داخل الأسرة في الغرب، إذا تشكلت أصلاً من رجل وامرأة، فإن تزايد الأدوار الاقتصادية التي تلعبها المرأة في المجتمعات الغربية قلبت رأساً على عقب توزيع المسئوليات داخل المنزل ولكن ما تكرر حدوثه خلال العقود الماضية من القرن الماضي هو أن الرجل - والمرأة كذلك - لم يعد واثقاً من مصيره في العمل أو احتفاظه بنفس وظيفته فضلاً عن الترقي فيها، وفي حالات عديدة كان يفقد عمله لأسباب متعددة، وكان أصحاب الأعمال يفضلون في بعض الأوقات استبدال الموظف - الرجل بموظفة - أنثى تطلب أجراً أقل عن نفس الوظيفة وغير مزعجة فيما يتعلق بالمطالبة بترفيع مكانتهم الوظيفية.

وعلى الرغم من أن المرأة كانت هي أيضاً ضحية لمثل هذه التقلبات الاقتصادية، إلا أن توظيف النساء الغربيات الذي لم ينقطع في أعمال بقطاعات السياحة والترفيه والإعلان جعلت المرأة قادرة غالباً على كسب عيشها بصورة قد تكون أكثر استمراراً من الرجل الغربي، وبصفة عامة فإنه مع الثورة الصناعية وخروج المرأة الغربية للعمل وتخليها الطوعي أو القسري عن مملكتها داخل بيتها، فقد أدى ذلك كله تدريجياً إلى تفكك الأسرة الغربية واختلاط العلاقات داخل الأسرة الغربية من الناحية المالية والمعنوية، بعد أن تولت المرأة وظيفة الإنفاق على الرجل والأطفال أيضاً في بعض الحالات.
وتبع ذلك سقوط للمعايير الأخلاقية التقليدية المعروفة مسبقاً داخل كل أسرة، ولم يعد للزوج الغربي حتى حق الاعتراض على السلوك الجنسي لزوجته، ولم تتوقف المعايير داخل الأسرة الغربية عن التغير والتبدل المستمرين، بل أن فكرة الأسرة نفسها كمؤسسة اجتماعية يقوم عليها المجتمع السوي قد أخذت في التراجع وفي الاتجاه نحو الانقراض في كثير من المجتمعات الغربية وباتت وكأنها تنتمي للتاريخ.
وأدت ظاهرة المعاشرة دون زواج شرعي إلى زيادة أعداد الأطفال الذين يولدون ولا يعرف لهم آباء .ولم يكن غريباً وسط كل هذا الركام أن تتزايد حوادث القتل والعنف داخل هذه الأشكال الشائعة من الأسر في الغرب، ولا يفوتنا في هذا الصدد أن نشير إلي أن إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ما يسمى باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في عام 1979، وهي الاتفاقية التي تدعو إلى المساواة بصورة شاملة وفي جميع المجالات بالحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية والمدنية وبما يصل إلى درجة التماثل بين الرجل والمرأة ورفض فكرة أن هناك تمايزاً للخصائص أو الوظائف بين الجانبين، كما تطالب هذه الاتفاقية الحكومات الموقعة عليها بالعمل على تعديل الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة، وتصف الأمومة على أنها وظيفة يمكن لأي فرد أن يقوم بها وفقاً لرغبته واستعداده الاجتماعي، وليس من اللازم أن يقتصر هذا الدور على المرأة دون الرجل.
يعتبر الغرب أن الأسرة المسلمة، وما تبديه من تماسك غير مفهوم بالنسبة له في ضوء الضعف السياسي والاقتصادي الذي يعتري الدول الإسلامية، هذا التماسك هو الذي يقف كحجر عثرة في وجه ما يهدف إليه من استيعاب للعالم الإسلامي وفرض قيم العولمة الجديدة عليه.
وهذا ما دفع الغرب ليس فقط لشن قصف إعلامي لا يهدأ ضد قيم الأسرة المسلمة، ولكن أيضاً لاستخدام لافتات حقوق الإنسان والمرأة بل البحث العلمي في بعض الأوقات لتحطيم البنى الثقافية التي تتأسس عليها الأسرة المسلمة أو على الأقل التهوين من شأنها والتشكيك فيها.

ماهي أضرار الوطء في الدبر؟

ماهي أضرار الوطء في الدبر؟


سوف أترك رأي الدين في هذا الموضوع للمتخصصين…ويعرف العامة والخاصة أن هذا أمر محرم شرعا…
وهو يؤدي بصاحبه إلى المهالك.
وقبل لإجابة على سؤالك دعنا نحن نوجه إليك هذا السؤال: هل يمكن أن تضع الأوساخ والأقذار على قضيبك؟‍ كلا بالطبع…

وذالك هو الحال تماما عند الوطء في الدبر,فأنت تلوث قضيبك بفضلات شخص آخر.شئ مقزز…
ترفضه الطبائع السوية!
ومن الناحية العلمية فهناك قائمة طويلة من البكتريا”المسالمه”تعيش في المستقيم الشرجي دون أن تسبب في أية مشاكل.

وفي حالة انتقالها من مكانها الدائم إلى مكان آخر(جلد القضيب وفتحة قناة البول) تصبح عدوانية وتتكاثر بصورة مرضية فإذا انتقلت هذه البكتيريا مجرى البول,استمرت في مسيرتها نحور البروستاتا حيث تصيبها بالتهابات مزمنه قد يردي تكرارها إلى الإصابة بالعقم في نهاية المطاف.وأغلب من يلجأون إلى الوطء في الدبر أصحاب فطرة غير سوية,ولهم علاقات غير شرعية مشبوهة ومتعددة.
ويمثل ذالك خطورة كبيرة حيث يساهم في إنتشار العدو بين الناس أصحاب الأهواء المنحرفة,وهذه كارثة تهدد المجتمع.وبالنسبة للأثنى فإن تكرار الوطء في الدبر يؤدي إلى حدوث تهتك بعضلات الشرج ينتج عنه في النهاية عدة القدرة على التحكم في التبرز.
وذالك بالإضافة لظهور البواسير الشرجية.
وتأتي الطامة اكلبر عند قذف السائل المنوي داخل الشرج.

فوجود شروخ في الغشاء المبطن للمستقيم الشرجي”( امر طبيعي لمن يداومون على الوطء في الدبر) يؤدي إلى نفاذ بعض الحيوانات المنوية داخل مجرى الدم.
ونظر لأن الحيوانات المنوية تعتبر جسماً غريبا بالنسبة لجسم الأنثى, فإن جسمها يفرز إجساما مضادة لمهاجمة الدخيل الغريب.
ينتج عن ذالك وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية بصفة دائمه في دماء الأنثى.
وعند حدوث جماع طبيعي ( في المهبل ) تهاجم هذه الأجسام المضادة الحيوانات المنوية المقذوفة داخل المهبل وتشل حركتها, وينتج عن ذالك العقم التام مدى الحياة.

الشذوذ الجنسي

الشذوذ الجنسي


هو الخروج عن المعروف و الصحيح في كل الامور فيقال شذ فلان اذا خرج عن العرف
اللواط
وهو ممارسة الجنس بين رجل ورجل حكمه حرام بإجماع علماء الأمة أخطاره يترتب عليه القضاء على الحيوانات المنوية وإضعافها فيصبح المرء عقيما ويتمزق المستقيم، وتتلف عضلاته فيفقد المفعول به قدرته على التحكم فى البراز فيخرج دون إرادته اللواط هو السبب الرئيسى للأمراض الفتاكة في باب ( امراض جنسية )
السحاق
وهو ممارسة الجنس بين انثى وانثى حكمه حرام بإجماع علماء الأمة أخطاره يترتب عيه القضاء على الرغبة بالرجال وإضعافها فتصبح الأنثى شاذة و لاتكتفي بالرجل وهناك انواع عديدة من الشذوذ مثل ممارسة الجنس مع الحيوانات والاطفال وكذلك ممارسة الجنس المصحوب بالعنف و التصرفات الغريبة و المقززة

القبلة الشهوانية …. اهميتها وطريقتها

القبلة الشهوانية …. اهميتها وطريقتها


القبلة الشهوانية … هي من أهم أنوا ع القبل إذ أنها الأولى في إشباع الظمأ الحسي وهي تتخذ طريقة دلك الشفاه دلكا خفيفا بفم مضموم وبلمسات خفيفة رقيقة لا تكاد تثبت ومن ثم تتحول إلى الشدة
شيئا فشيئا إلى أن تصل اقوى الوان التلاحم ويدخل اللسان في فم الزوجة ادخالا عميقا مداعبا كأنه يستكشف أغوار فم محبوبته.
و في هذه القبلة تمتزج ثلاث حواس وهي اللمس والذوق و الشم وأهمها حاسة الشم التي تعتمد على الروائح الشخصية التي تنبعث من الجلد حول الفم ومن داخل الفم و النفس ورائحة الجلد الخاصة لها أهميتها الكبيرة .!!!

الخيانة الزوجية

الخيانة الزوجية


لايمكن للإنسان أن يعيش كالنعامة يدفن رأسه في التراب كلما واجهته مشكلة معضلة، لأن المشكلات لا تحل نفسها بنفسها، وإنما تبحث دائماً عن حل دائم ومستقر، ولا يتأتى لها هذا الحل المنشود إلا في نطاق المشروعية، لأن الخيانة التي تقع من كلا الزوجين لا تأتى من فراغ وإنما لها أسبابها وبواعثها، وأغراضها المباشرة أو غير المباشرة، سواء أكانت ظاهرة أم خفية•
فلماذا تقع الخيانة الزوجية؟ ومتى، وأين، وكيف، ومَنْ ينزلق إليها أسرع من الآخر؟
هذه التساؤلات تعمل على تفحص المشكلة، لتشخيص الداء، ووصف الدواء الناجع لها، وبخاصة أنه متوافر في شرع الله تعالى ودينه الخاتم، الإسلام بكل صراحة ودقة وموضوعية وإحكام، لا ينقصنا سوى التعرف إليها للوصول إلى الحل لمشكلة ، قبل فوات الأوان• نقطة البداية
سوء الاختيار لأحد الزوجين هو البداية الخاطئة، لحياة كان ينبغي لها أن تكون مستقرة ومستمرة، لأن الأصل في النكاح التواصل بقوة من الحياة إلى الممات، لأن النكاح الموقت أو محدد المدة لا يقره الإسلام، فإذا تغاضى الرجل أو المرآة عن بعض العيوب الظاهرة في المتقدم إليها أو عن عيوب المتقدم ذاته، فإن بعض هذه العيوب قد يستفحل ويؤدي إلى تصدع الحياة الزوجية أو الانحدار بها إلى طريق الغواية، بسبب عدم التوافق العاطفي أو الخلقي أو غير ذلك من الأسباب، فمن يتجاهل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل أن يحسن اختيار أم لأولاده، وأن السوداء الولود الودود، خير من الحسناء العقيم، بالقطع سيعاني في حياته الكثير من المثالب، لأن مهمة الزواج ليست مجرد إرضاء الشهوة فحسب، وإنما هي لأداء رسالة عمارة الكون، وتربية النشء أيضاً، ويؤكد هذا المعنى الدعوة إلى تفضيل ذات الدين، على ذوات المال أو الجمال أو الحسب والنسب، وإن كانت لا تتمتع بهذه المزايا، لأن ذات الدين غناها في نفسها، وجمالها في خلقها، وحسبها في سلوكها وحسن تقبلها لزوجها، لأن الحسن قد يردي المرآة ويسقطها في مهاوي الانحراف، وتوافر ما لها قد يجعلها طاغية تعمل على التحكم في زوجها وكل شؤون الأسرة، كما أنها قد تعتمد على أنها حسيبة نسيبة فتتعالى وتتكبَّر على زوجها، وهذا كله يؤدي إلى الفت في عضد الأسرة، ويضع العوائق في طريقها بقدر قد يؤدي إلى تدميرها أو الاندفاع بها إلى مسالك وطرق لا تحمد عقباها•
حسن الاختيار وحده لا يكفي
إذا أحسن كلا الزوجين الاختيار للآخر، فلا يعتمد على هذا الأمر وحده، لأنه مجرد بداية صحيحة، يعقبها حسن رعاية وعناية متبادلة بين الطرفين وليحرص كل طرف على إعفاف الطرف الآخر بكل وسيلة مشروعة حتى وإن كانت رغبة الزوج وشهوته غير مولعة بزوجته في وقت معين، وهي في حاجة إليه فعليه تلبية رغبتها، بل إذا انعدمت لديه الشهوة فينبغي عليه إعفاف زوجته، إعمالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ، قلت: يا رسول الله: أنصيب شهوتنا ونؤجر؟ قال: أرأيت لو وضعه في غير حقه كان عليه وزر؟ قال: قلت: بلى، قال: أفتحتسبون بالسيئة ولا تحتسبون بالخير>لأنه يؤجر على فعله هذا، وإن كان على غير رغبة منه بمقتضى هذا الحديث الشريف، بل لا يجوز للزوج أن ينشغل عن زوجته بعبادة أو عمل أو يتغيب عنها لفترات طويلة بلا عذر أو ضرورة•
ويؤيد ذلك ما روي عن زوجة عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أنها شكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم انصراف زوجها عنها، لاشتغاله بالعبادة، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء له، قال له:
وقد شغل أمر غياب الأزواج عن زوجاتهم لفترات طويلة، بال الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عندما سمع في جوف الليل في أثناء حراسته للمدينة ـ صوت مرأة تقول:
تطاول هذا الليل وازورَّ جانبه
وليس إلى جنبي خليل ألاعبه
فوالله لولا الله لا شيء غيره
لزعزع من هذا السرير جوانبه
مخافة ربي والحياء يكفني
وأكرم بعلي أن تنال مراكبه
سارع أمير المؤمنين إلى ترك حراسته ثم سأل عن هذه المرأة، فقيل له: هذه فلانة زوجها غائب في سبيل الله، فأرسل إليها امرأة تكون معها، وبعث إلى زوجها فأقفله ـ أي أرجعه إليها مما كان فيه ـ ثم دخل على أم المؤمنين حفصة ـ رضي الله عنها ـ فقال: يا بنية كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: سبحان الله، مثلك يسأل مثلي عن هذا؟ فقال: لولا أني أريد النظر للمسلمين ما سألتك، قالت: خمسة أو ستة أشهر، فوقَّت للناس في مغازيهم ستة أشهر، يسيرون شهرا، ويقيمون أربعة، ويسيرون راجعين•
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن حق الزوجة في الولد غير مقدر بمدة، وإنما يقدر بكفايتها، أي بإشباع رغبتها، ما لم ينهك بدنه، أو يشغله عن معيشته، بأن تنازعا في القدر الذي يكفيها أو يعفها، فينبغي للحاكم أن يفرضه على الزوج شأنه شأن النفقة سواء بسواء، بل إن النفقة أمرها قد يحتمل ولكن سُعار الرغبة قد لا يحتمل، لذلك يفرض للزوجة القدر الذي يعفها في حدود قدرة وطاقة الزوج، بلا إفراط أو تفريط• وهذا هو رأي الإمام الغزالي أيضاً، بل يقول كذلك: ينبغي على الزوج أن يزيد أو ينقص في عدد مرات الوطء لزوجته بحسب حاجتها بهدف تحصينها وإعفافها، لأن تحصينها واجب عليه•
وعليه لا يكفي حسن اختيار الزوجة، وإنما ينبغي معاشرتها بالمعروف، وإرضاء رغبتها، وكذلك الشأن بالنسبة للزوجة تجاه زوجها، فإن دعاها إلى فراشه من ليل أو نهار، فلا تمتنع عليه إلا لمانع شرعي أو صحي ضروري وقطعي، لأن تحصين الزوج وإعفافه أيضاً من مهام الزوجة•
تساؤلات تبحث عن حل
إذا كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإن مشكلة الخيانة الزوجية تقع بسبب تباعد مشاعر الزوجين أو سوء التفاهم أو الفهم المتبادل فيما بينهما، وإهمال أحدهما أو كلاهما الزوجية، عندئذ تكون بداية الغرس غير المشروع لفكرة الخيانة، عند توافر الظروف المناسبة، وفي المكان المناسب وبطريقة أو بأسلوب قد لا يخطر على بال شريك أو شريكة الحياة، ، وطالما رضخ أحد الزوجين لسُعار الشهوة، ولم يتمكن من إشباعها بصورة مشروعة في ظلال الزوجية، فإنه قد يسارع إلى إمضائها وإفراغها بصورة غير مشروعة، عندما تحين الفرصة، وإذا كانت كل بداية صعبة، فإن التواصل على طريق التبادل الطبيعي للمشاعر الإنسانية، خير من التردي إلى هاوية الانحراف أو الانجراف إلى الحرام، وهو بطبيعته، يشعل سُعار الغريزة البهيمية ويلهبها بوسائله وإغراءاته الشيطانية، لتظل مستعرة على الدوام ولا تنطفئ ولا ترتوي من هذا المستنقع الضحل•
لذلك ينبغي على الزوجين أن يضعا نصب أعينهما، أسباب وبواعث تفشي سرطان الخيانة، في حياة بعض الأسر، لأن من يتعرف إلى أسباب الفساد والشر لا يقع فيهما، بل يعمل قدر طاقته على تلافي هذه الأسباب، وتحصين أهله منها، ليتجنب جمارها وأهوالها في الوقت المناسب•
الرعاية والمحبة بين الزوجين
إن الرعاية وبث روح التفاهم والحب بين الزوجين، يعمل على استقرار الحياة الزوجية بينهما، وعلى الرجل يقع العبء الأكبر في رعايته لزوجته، استجابة للتوجيه النبوي الكريم، فقد روي عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: • وأهم من توافر ضرورات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، إعفاف الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها، وتحصينها له بإشباع رغبته، وغلق منافذ الشيطان وقطع حبائله عنهما، يجعل المودة والرحمة بينهما متواصلة بلا انقطاع إعمالاً لقول الله تعالى في الآية 21 من سورة الروم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، وقد يُحقق التقارب والمودة بين الزوج وزوجة ما لا يمكن أن تحققه كل مباهج الحياة، لأن المرأة متاع، وهي بطبيعتها تميل إلى كلمات الحب، بحكم عواطفها الجبليِّة، ومشاعرها الفطرية، وليس على الزوج سوى الرعاية والعناية بهذه المشاعر، ورب كلمة طيبة يكون لها في نفس الزوجة ما يغنيها ويعفها، ويزيد من إخلاصها وعطائها لزوجها، والعكس صحيح، لأن الحياة تتطلب تعاون الطرفين فالمرأة لباس للرجل، وهو لها كذلك، مصداقاً لقوله تعالى في الآية 187 من سورة البقرة: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، والملابس توارى أخص خصوصيات الإنسان، وتستر عوراته، فكل زوج ستر لعورة زوجه، ومن أهم المهام المنوطة به، إعفاف وتحصين زوجه، يتساوى في هذا الشأن الرجل والمرأة•
الداء والدواء
في حال التعرف بعد الفحص والتشخيص إلى أسباب الداء، يمكن بسهولة وصف الدواء المناسب للتعافي من المرض ـ وإن كان عضالاً ـ وجل المشكلات الأسرية سببها العلاقات السريرية الحميمة بين الزوجين، أو فقد عنصر التفاهم والتوافق، أو الإشباع للغريزة الطبيعية لدى أحد الزوجين، وقد يتصور بعض الرجال أو النساء أن طول العشرة أو تقدم العمر، يغني تماماً عن ممارسة هذه العلاقات المشروعة، لإشباع الرغبات، بدرجاتها المتفاوتة، مهما كانت الأسباب، من يتصور ذلك يقع في خطأ كبير، ويفتح المجال لشريك أو شريكة حياته للوقوع في حبائل العلاقات المحرّمة، وخصوصاً بعد أن أصبحت معظم المجتمعات الإسلامية مفتوحة أو مفتَّحة الأبواب على كل الثقافات العالمية، والدعوات المشبوهة، والإغراءات التي بلغت حد تحريك الساكن وبعث الكامن عند من بلغوا من الكبر عتياً، فضلاً عن الوصفات المشجّعة على إلهاب سُعار الغريزة وإشعالها حتى لدى كبار السن من الجنسين (الرجال والنساء)، والدواء النافع لإرواء غلة الرغبة المضطرمة، هو إشباعها بلا إفراط أو تفريط، ورفض جميع المغريات التي تدعو إلى إشباعها بوسائل غير مشروعة أو اصطناعية، لأن الدواء الذي يناسب غير المسلمين، قد يتعارض تماماً مع القيم الإسلامية، أو يدخل ضمن دائرة المحرَّمات المقطوع بها في الشرع الحكيم، لذلك ينبغي عرض كل وسيلة للتداوي على المنهج الإسلامي وأحكام الشريعة الغراء، قبل استخدام هذا الدواء، أو تطبيقه، مهما كانت البواعث أو المغريات•
الحل المشروع للمشكلة
إن مشكلة الخيانة الزوجية لن تجد حلها المشروع سوى في رحاب الإسلام بأحكامه وقيمه، والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملته ومعاشرته لزوجاته أمهات المؤمنين ـ رضوان الله عليهن ـ فلا ينبغي للرجال أن يرتموا على نسائهم كالبهائم، بل ينبغي أن يجعلوا بينهم وبينهن رسولاً، من مقدمات الجماع، لتهيئة نفسية الزوجة، وبعث رغبتها، لتتمكن من إشباع رغبة الزوج، لأن سوء المعاشرة أو الانحراف بها، يهدد عرى الزوجية، ويفت في عضدها، ويعرِّض حصن الزوجية للاختراق من شياطين الإنس وإخوانهم، فإذا تنافرت الطباع، واستقصى الحل في أخص خصوصيات العلاقات الزوجية الحميمة، فلا مفر من اللجوء إلى آخر أنواع العلاج وهو الطلاق، لأنه أبغض الحلال، ولكنه أيضاً بمثابة الكي الذي يتم اللجوء إليه عند تعذر التداوي بما عداه•
هذا أفضل من التغاضي عن حل هذه المشكلة، سواء كانت قديمة أو مستجدة، لأنها من أخطر المشكلات الأسرية، وقد يضعف أمام متطلباها ومغرياتها بعض الأزواج من الرجال أو النساء، وقد يجد الرجل فسحة في تعدد زوجاته ليشبع رغباته بصورة مشروعة، لكن المرأة لا مجال أمامها سوى أن تقضي لبانتها زوجها فحسب، لذلك لا مفر في حال عجز الرجل عن مجاوبة المرأة أو التفاهم معها بصورة تحقق رغباتهما المشروعة، أن يتفق معها على حل عقدة النكاح بالطلاق أو التطليق، فهذا أكرم لهما، ويسد باب الفساد والانحراف تحت ستار الزوجية، فلعل المرأة تجد زوجاً آخر أصلح من طليقها، ولعل الرجل يجد زوجة أخرى تطيب له، وتشبع رغبته•
وبغير المصارحة والوضوح بين الزوجين لن يتم حل هذه المشكلة والقضاء على جميع تبعاتها، وكل حل خارج أحكام الشريعة الإسلامية لن يكن حلاً حاسماً، بل قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، من خلال توالد مشكلات أخرى أخطر وأعقد، تفت في عضد المجتمع، وتشيع الفساد في جنباته، ما لم يتم حسمها بالحل الشرعي، في الوقت المناسب، ودور المرأة أن تتعالى على كل الدعوات المشبوهة للانحراف، وليكن قدوتها هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، عندما أخذت مع غيرها العهد على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا مصافحة، وكان من بين بنوده النهي عن ارتكاب جريمة الزنا، فقالت هند في عزة وإباء: أوَ تزني الحرة؟
حقاً إن الحرة لا تقبل الزنى، ولا تُقبل على الخيانة الزوجية مهما كانت المغريات، لكننا لا نعيش في مجتمع المثالية، لذلك ينبغي على كل زوجة ـ بالذات ـ إذا استشعرت حاجتها الماسة لحياة زوجية أخرى، لسوء معاشرة زوجها، أو لمعاناتها من الحرمان العاطفي، أن تلجأ إلى طلب الطلاق أو التطليق، عندما تغلق جميع الأبواب الأخرى في وجهها، وبعد أن تستنفد كل السبل والوسائل لاستمرار حياتها الزوجية، بعيداً عن أخطار الانحراف أو الخيانة، فهذا خير لها•
كما يجب على الزوج أن يسارع إلى تلبية رغبة زوجته بتطليقها اختياراً، إذا لم يستطع إشباع متطلباتها المشروعة، أو استصعبت الحياة على الاستمرار بينهما، وذلك بدلاً من إشعال المعارك والحروب في المحاكم، فلربما ينتهي الأمر عندئذ إلى ما لا تحمد عقباه، ويتغلب شيطان الشهوة بسبب طول مرحلة التقاضي، فيحدث الانحراف، وتقع الخيانة، ويأتي الدواء بعد استفحال الداء، فلا يفيد ولا ينفع، والعاقل من اتعظ بغيره، والأحمق من اتعظ بنفسه هذا وبالله التوفيق، والله من وراء القصد•

هل سن اليأس عند المرأة يلغي متعة المعاشرة الزوجية

هل سن اليأس عند المرأة يلغي متعة المعاشرة الزوجية










مع بلوغ المرأة الحلقة الخامسة من عمرها وهي المرحلة التي تواكب انقطاع الدورة الشهرية ويطلق عليها سن اليأس تبدأ عواطفها ونفسها تهدأن فقد أكسبتها خبرة السنين نضوجاً لا يستهان به،
لكن هذا الهدوء لا يعني ركوداً بل لابد أن تدرك إنه لا يزال لها دوراً علي مسرح الحياة, فالمرأة المثقفة تعتبر هذا العمر فرصة لمزيد من المعرفة وتوسيع دائرة اهتماماتها في الأنشطة الاجتماعية المختلفة لخدمة الآخرين, وكأن الحياة تبدأ معها من هذه المرحلة.
أما المرأة ذات الثقافة القليلة فيبادرها الشعور بأن دورها انتهى، بعد أن كانت تدير دفة البيت والكل يخضع لها، فالبساط ينسحب من تحت أقدامها وقد تمركزت بدل منها زوجات وأزواج الأبناء، وينتابها الشعور إنها مهشمة بالنسبة للأبناء وأكثر بالنسبة للزوج، وهنا تسيطر عليها الحسرة وربما الرغبة في الاختفاء, وتكثر خلافاتها مع من حولها، ويصيبها القلق أحيانا وتمثل دور المكتئبة المريضة أحيانا أخري لكي تلفت الانتباه وتكسب اهتمام من حولها، وقد تشتد حالتها النفسية لتصل إلى الشيخوخة المبكرة وتصاب بحالة من الاكتئاب والخرف وتحلل الذاكرة وأيضاً الهلوسة السمعية.
وهذه المشكلة ليست في داخل المرأة فحسب، بل في المجتمع الذي جعل منها أزمة مستعصية حتى أن البعض يشبه المرأة في هذه المرحلة بالأرض «البور»، وما هذا إلا جهل وكلام لا يعتمد على أساس علمي. فأعمار النساء لا تنتهي اجتماعياً أو جنسياً عند بداية تلك المرحلة، بل يمكن اعتبارها مرحلة نشاط وحيوية، فالتقدم أكثر في السن يعني عند الناجحين مكانة أسمى، بما يمثل من زيادة وتراكم في الخبرة بفعل التجارب العديدة التي مرت بها ليبدأ التوازن النفسي والنضوج الذهني والفكري في هذه المرحلة.
أما بالنسبة للعلاقة الجنسية فهي لا تتحدد بعمر معين، فالمرأة في هذا السن رغم انقطاع الدورة تستمتع بهذه العلاقة كما في السابق, لذا فإن اعتقاد المرأة بأن دورها انتهى ولابد لها من الكف عن ممارسة علاقتها الزوجية هو اعتقاد خاطئ، فالعديد من النساء تزداد علاقتهن بأزواجهن في هذه المرحلة، إذ ينتفي خوفهن من الحمل الذي كان يسيطر عليهن قبلاً, وأيضا انتهاء مسئولية الأبناء والشعور أن ليس للفرد منهما إلا الشريك الآخر يساعد بقوة علي تحقيق علاقة حميمة بينهما ..
والعامل النفسي عند المرأة في هذه المرحلة هو الأهم في عملية الوصال، وليست أيام الشباب بأجمل من هذه الأيام التي ربما تكون أجمل وأروع.
فالعاطفة ستكون ناضجة في هذه السن، ويكون للحب طعم آخر أكثر عمقاً، وسينعكس ذلك على العلاقة الجسدية، التي ستتسم بالعاطفة والهدوء والطمأنينة.
فبحكم تجاربها صارت تعرف وتشعر بصدق العاطفة، وتعرف لغة الجسد بشكل أفضل.
لتكون هذه المرحلة بداية حياة جنسية جديدة ملائمة بأسلوب إيجابي يلاءم تطور عواطفها ورغبتها في ممارسة الحب.
إن هذه الفترة تتميز بالهدوء لدى الطرفين، وما يساعد علي ذلك أنه في المقابل للتغير الذي تواجه المرأة في جسدها يحدث للرجل أيضا تغيرات جسمية وعاطفية كبيرة.
وكما تهبط عند المرأة معدلات هرمونها فكذلك الحال إذ يمر الرجل أيضا بمرحلة مختلفة عن أيام الشباب، لانخفاض معدل الهرمونات الذكرية لديه، إلا إنه يظل لديه القدرة علي الإنجاب، ولكن مع هذا الاختلاف نجده يشاركها في أكثر التغيرات الجسمية والعقلية الأخرى، دون التأثير علي حياتهما الجنسية، وتحقيق انسجام وتوافق مميز في حياتهما معاً.
ودعونا نهمس في أذن المرأة حول بعض المشاكل التي قد تصيبها في هذه الفترة ومنها حدوث الألم أثناء الاتصال الجنسي أو بعده, ورغم أن هذا الألم قد يصيب الرجال أيضا إلا أنه أكثر حدوثا عند المرأة، حيث تشعر المرأة بالألم إما في المهبل أو في المنطقة المحيطة بالمهبل، وذلك بسبب جفاف المهبل نتيجة لنقصان الإفرازات الطبيعية المساعدة أثناء الجماع أو ضمور المهبل الذي يحدث عادة مع دخول المرأة هذه السن بسبب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الدم، وقد يحدث الألم بسبب حساسية المهبل أو المنطقة المحيطة به لبعض الملابس أوالأدوية أو بعض المركبات الكيميائية في الصابون أونتيجة للمضاعفات الجانبية لبعض الأدوية.
وهناك بعض الأعراض التي تصاحب المرأة في هذا السن مثل الشعور بنوبات حرارة في الوجه والرأس و التعرق, أيضا عدم القدرة على النوم و الكآبة والقلق وتغير في المزاج.
وأحيانا يحدث عدم السيطرة على البول وخاصة عند السعال بسبب ضمور جدار المثانة.
كما أن انخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الدم يسبب هشاشة العظام. ورغم أن المرأة عرضة لمثل هذه المضاعفات إلا إن قوتها وإصرارها علي الحياة متى أرادت يجنبها ما يقلص من حيويتها وشبابها وأيضا نضارتها دون أن تنحني أمام تململ زوجها منها.
ولاشك أنه من الأفضل لها أن تكون في هذه المرحلة امرأة عصرها وتعتبر هذا التوقيت فرصة لتجديد حيويتها وللعمل بجد على «تجميل» نفسيتها ومشاعرها,
وتكون متفائلة بالحياة بشكل أكبر ليكون سن الأمل لا اليأس لتنتهي هذه الكلمة تماما من قاموس المرأة.

الجنس والشيخوخة

الجنس والشيخوخة


جميعنا يعرف أهمية الجنس ودوره الحيوي في إنعاش الحياة الزوجية، ولذلك هناك الكثير من المخاوف عند بعض الرجال نتيجة قلقهم من ذلك الوقت حين يتقدم بهم السن ويشعرون فيه بعدم قدرتهم على إشباع رغبات زوجاتهم الجنسية .. إن هذه الفكرة تقود الشباب أيضاً إلى التفكير قبل الزواج في سؤال هام، حول الفارق المناسب للسن بين الرجل والمرأة الذي يضمن التكيف وعدم التأثير السلبي سواء فكرياً أو جنسياً.
سوف نتناول الحديث عن هذا الموضوع في شقين:
أولاً: السن الذي يشعر فيها الرجل أنه لا يحتاج إلى الجنس (أو لا يقدر على ممارسته ):
إن ارتباطنا بالبيئة العربية والمجتمع الشرقي أثر على ثقافتنا تأثيراً بالغاً وأدخل إلى أذهاننا ما يسمى بثقافة الشارع المستمدة من أصحاب الفهلوة والفتاوى والتي لا علاقة لها بالعلم أو الخبرات العملية الصحيحة. واحدة من أهم الموروثات الثقافية الشرقية هي فكرة خروج الجنس على المعاش، فالجنس في نظر الكثيرين هو قرين الشباب وعدو الشعر الأبيض، وحينما يفكر الشيوخ في الجنس ننعتهم بالتصابي وإدعاء القوة، ولكي نفهم معنى الجنس في عقول الشيوخ لابد أن ندرك المعنى الحقيقي للجنس الإنساني، فالجنس أعمق بكثير من مجرد الممارسة الفعلية، إن مفهوم الجنس عند الرجل والمرأة مرتبط في الأساس بالمشاعر والعواطف التي لا يمكن أن تنتهي إلا مع انتهاء الحياة. فما أبعد الفارق بين الجنس في معناه الإنساني الذي هو تعبير عن الحب والمودة ووسيلة للتقارب والعطاء عن مفهوم الجنس الحيواني الذي يركز فقط على مجرد إشباع الغريزة من خلال أداء ميكانيكي للممارسة الجنسية.
نعم .. من الممكن أن يقل الأداء الجنسي نظراً لضعف الصحة العامة ولكن الرغبة الجنسية كرغبة في حد ذاتها لا تتأثر حتى وإن قل مستوى الأداء. مع العلم أنه لا توجد قاعدة طبية أو علمية يحدد من خلالها السن الذي يشعر فيه الرجل بعدم قدرته على ممارسة الجنس، فكلما كانت صحة الرجل جيدة كلما كانت لديه رغبة وقدرة جنسية متجددة وهذا بالتأكيد يختلف من رجل إلى آخر، فهناك رجال يصابوا ببعض الأمراض فتضعف صحتهم العامة ويفقدون القدرة الجنسية وهم في عنفوان الشباب، وعلى العكس هناك رجال يتقدم بهم السن إلى ما فوق الثمانين وتكون لديهم صحة جيدة وقدرة جنسية متجددة، فالقدرة الجنسية عند الرجل متعلقة بالصحة العامة وليس بالسن. وكذلك المرأة أيضاً .. السن لا يعوق حيويتها أو اهتماماتها الجنسية، مادامت صحتها العامة جيدة، وما دامت غير مصابة بأي أمراض تعوقها من ممارسة الجنس، حتى عندما تمر المرأة بمرحلة ما يسمى - خطأ - بسن اليأس (انقطاع الدورة الشهرية) فإنها تتأثر بظهور بعض التغيرات الفسيولوجية بطريقة تدريجية، إلا أن هذه التغيرات لا تمنع الاتصال الجنسي بين الزوجين، ولكن ربما هناك بعض الأمور الخاصة التي يجب مراعاتها في هذه المرحلة.
ثانيا: فارق السن المناسب بين الرجل والمرأة لضمان أداء جنسي متميز:
يفضل في المجتمعات الشرقية أن يكون الرجل أكبر من المرأة بعدة سنوات وذلك لضمان ثبات بعض القيم مثل خضوع المرأة للرجل وما إلى ذلك، وإن كان هذا الأمر غير هام بالنسبة للمجتمعات الغربية فهناك نساء يكبرن أزواجهن ويستمر زواجهن بلا مشاكل وهذا يحدث أيضاً في المجتمعات الشرقية ولكن بنسب ضعيفة. ولذلك فإن أي رأي في هذا الموضوع هو رأي نسبي إلى حد كبير لأن التجربة العملية أثبتت نجاح زيجات عديدة في مراحل السن المختلفة. لكن بحسب رأيي الشخصي لا يفضل أن يكون فارق السن بين الزوج والزوجة كبير جداً، بداية من فرق سنة واحدة حتى عشر سنوات، أكثر من هذا من المحتمل أن يتعرض الزواج لبعض المشاكل.
# مشاكل قد تواجه الزواج مع فارق السن الكبير :
1 - كبر الزوج من المحتمل أن تصاحبه أمراض الشيخوخة وتكون الزوجة في ريعان شبابها ولها احتياجاتها الجنسية التي لا يستطيع الزوج الوفاء بها.
2 - قد يكون أيضاً فارق السن سبباً في اختلاف طريقة التفكير لأن الزوج من جيل والزوجة من جيل مختلف، مما لا يدع مجال للتفاهم بين الطرفين.
3 - إن كانت المرأة هي التي تكبر الرجل بفارق بسيط فلا توجد مشكلة، ولكن إن كان الفرق كبير فسوف تظهر عليها علامات الشيخوخة وهنا من المحتمل أن الزوج يشعر بالتعب وعدم السيطرة على غريزته الجنسية مما يضطره للخطأ والسلوك بما لا يرضي الله.
والجدير بالذكر أن تلك الاحتمالات قد تكون صحيحة بالنسبة للبعض وبعيدة كل البعد عن البعض الآخر فليس بالضرورة أن كل الزيجات التي تمت مع وجود فارق سن كبير هي زيجات فاشلة، فلكل قاعدة شواذ ولكننا هنا نتحدث عن المبدأ العام.
فكما أشرت في البداية أن القدرة الجنسية عند الرجل غير مرتبطة بالسن ما دامت صحته جيدة، وكذلك نضارة المرأة وحيويتها غير مرتبطة أيضاً بالسن طالما هي تراعي وزنها ومظهرها العام.